التفسيرالقويم لبسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم أي أبتدأ أبتداءا أوليا وإفتتاحا بأسم وهو الدلالة الله وهو الذات الإلهية المقدسة وهي جملة الإضافة للفعل المحذوف المقدر على حسب المقام وهنا تقديره بسم الله أقرأ وعند الأكل بسم الله آكل وهكذا الرحمن هو واسع الرحمة والرحيم هو شديد الرحمة وقيل الرحمن عام والرحيم خاص كقوله الرحمن على العرش أستوى فالرحمن لكل الكائنات والرحيم خاصة للمؤمنين كقوله إنه كان بالمؤمنين رحيما والبسملة تشتمل على خصائص لو ألف فيها المجلدات لحوتها وهذا بأختصار لأنها مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات إما بالتضمن أو مباشرة ونضرب بعض الأمثلة على سبيل المثال يظهر توحيد الربوبية في بسم وهو أنك تستفتح بأسم الله لأنك تعلم أنه القادر على حمايتك من وساوس الشيطان وطالبا لبركة القرآءة والثواب فهنا إقرار بالقدرة وهو دال على أن الذي يتوجه إليه في كل حين ويدل على أنه هو الرب إذ لا يمكن أن يستفتح الإنسان وبطلب العون من المخلوق الذي هو ناقص في أصل فطرته ومجبول عليها وهو بحاجة إلى الرب لطلب الرزق وغيره ومنه فالرازق الذي يقدر على كل شئ وله صفات الكمال التي تقوم بها الذات الإلهيه من الرحمة والعدل والقوة فإنه هو الخالق لا مربوب سواه فهو الذي ربانا ورب كل شئ بنعمه
ومنه توحيد الألوهية فإذا عرفت أنه الرب الخالق الرازق فإنه هو المستحق للعبادة فكيف يخلق ويعبد غيره ويرزق ويشكر سواه فهذا أصل الظلم وعين الظلم وهو الشرك فلا يخص المخلوق بشئ هو حق للخالق فلا يحلف إلا بالله ولا ينذر إلا له ولا يستغيث إلا به ولا يذبح إلا له ولا يدعو غيره فإن الدعاء هو العبادة
ومنه توحيد الأسماء والصفات فنجد قد ذكر في البسملة الله والرحمن وهي شاملة لمعاني الصفات الألهية بالتضمن فالله هو الإسم الذي يدل على ذات الله ولا يجوز إطلاقها لغيره وكذا الرحمن الدالة على عموم رحمته وسعتها وهو يدل على صفات الرحمة واللطف والإحسان والعدل بالتضمن ووكذا الملك والقوة والعزة بالإستنتاج لأن الذي يرحم كل المخلوقات وهو قادر عليهم دل على أنه ملكهم ومن عدله ورحمته أن يجازي من أطاعه ويعاقب من عصاه........يتبع