من نوادر الأعراب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من نوادر الأعراب
من نوادر الأعراب
أوقد أعرابيّ ناراَ يتّقي بها برد الصحراء في الليالي القارسة ، ولما جلس يتدفّأ
ردّد مرتاحاَ : اللهم لا تحرمنيها لا في الدنيا ولا في الآخرة
.
*
* *
تزوّج أعرابيّ على كبر سنه ، فعوتب على مصير أولاده القادمين ، فقال : أبادرهم
باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق
.
*
* *
ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس
عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ ! فقال السائل : أين
الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
؟ فقال الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون
الناس إلحافا .
*
* *
قيل لأعرابيّ : ما يمنعك أن تغزو ؟ فقال : والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف
أمضي اليه ركضاً
.
*
* *
عوتب أحد الأعراب على الكذب ، فقال للذي عاتبه : والله لو غرغرت به لهاتك ما صبرتَ
عليه .
*
* *
قيل لأعرابيّ : هل لك في النكاح ؟ قال : لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها
.
*
* *
جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على
الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول : هاؤم إقرأوا
كتابيه ..
فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة
.
فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ،
أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي
.
*
* *
حدّث أحدهم قال : أتاني أعرابيّ بدرهم فقلت له : هذا زائف فمن أعطاكه ؟ قال : لصٌّ
مثلك ! .
*
* *
دعا أعرابيّ في طريق مكة فقال : هل من عائدٍ بفضل ، أو مواسٍ من كفاف ؟ ، فأُمسكَ
عنه فقال : اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ، ولا إلى الناس فنضيع ؟
.
*
* *
حضرَ أعرابيّ سُفرة هشام بن عبد الملك ، فبينا هو يأكل إذ تعلّقت شَعْرة في لقمة
الأعرابيّ ، فقال له هشام : عندك شَعْرة في لُقمتك يا أعرابيّ ! فقال : وإنك
لتلاحظني ملاحظة مَن يرى الشَعرة في لُقمتي ! والله لا أكلتُ عندك أبداً ! وخرج وهو
يقول
:
وللموتُ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ****يُلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عمدِ
*
* *
حكى الأصمعي قال : كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من
القماش ، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب . فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ، وكان
أعور ، فقال الخياط : والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج ، فقال
الأعرابيّ : والله لأقولن
فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء
.
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج !
فقال في الخياط هذا الشعر :
خَاطَ
لي زَيْدٌ قِبَاء****ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه
.
*
* *
نظر أعرابيّ إلى البدر في رمضان فقال : سَمِنتَ فأهزلتني أراني الله فيك السلّ
! .
*
* *
دعا أعرابيّ على عامل فقال : صبّ الله عليك الصّادات ، يعني الصفع والصرف والصلب .
*
* *
حضر أعرابيّ مائدة سليمان بن عبد الملك فجعل يمدّ يديه فقال له الحاجب : كُلْ مما
يليك ، فقال : من أخصب تخيّر ، فأعجب ذلك سليمان وقضى حوائجه
.
*
* *
وقف المهدي على عجوز من العرب فقال لها : ممن أنتِ ، فقالت : من طيء ، فقال : ما
منع طيّاً أن يكون فيهم آخر مثل حاتم ، فقالت مسرعة : الذي منع الملوك أن يكون فيهم
مثلك ، فعجبَ من سرعة جوابها وأمر لها بصِلَة
.
*
* *
قيل لأعرابيّ كان يتعشق قينة : ما يضرك لو اشتريتها ببعض ما تنفق عليها ؟ قال : فمن
لي إذ ذاك بلذة الخلسة ، ولقاء المسارقة ، وانتظار الموعد
.
*
* *
قيل بينما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس ، إذ جاء أعرابيّ فلطمه ،
فقام اليه واقد بن عمرو فجلد به الأرض ، فقال عمر : ليس بعزيز من ليس في قومه سفيه .
*
* *
انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج ؟ قال
: ظالم غاشم
قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم ، فأحاط به
العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج فركض من الفرس خلفه
وقال : يا حجاج ، قال : مالك ، قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد ، فضحك
وخلاه
.
*
* *
أتى أعرابيّ بفالوذج " نوع من الحلوى الفارسية " فأكل منه لقمة ، فقيل له : هل تعرف
هذا ؟ فقال هذا وحياتك الصراط المستقيم
.
*
* *
قال أعرابيّ لرجل رآه سميناً : أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك
.
*
* *
قال العتبي : أشرف عمرو بن هبيرة يوماً من قصره فإذا هو بأعرابيّ يرقل قلوصه فقال
عمرو لحاجبه : إن أرادني هذا الأعرابيّ فأوصله إليّ ، فلما وصل الأعرابيّ سأله
الحاجب ، فقال : أردت الأمير ، فدخل عليه فلما مثل بين يديه قال له : ما حاجتك ؟
فأنشد الأعرابيّ يقول :
أصلحك الله قلَّ ما بيدي****ولا أطيق العيال إذ كثروا
أناخ دهري عليّ كلكلـــه****فأرسلوني إليك وانتظروا
فأخذت عمرو الأريحية فجعل يهتز في مجلسه ، ثم قال أرسلوك إليّ وانتظروا ، والله
لا تجلس حتى تعود إليهم بما يسرهم ، ثم أمر له بألف دينار .
*
*
*
قال ابو المجسر الأعرابيّ : كانت لي بنت تجلس معي على المائدة فلا تقع عينها على
لقمة نفيسة إلا خصّتني بها ، فكبرت وزوجتها ،
وصرت أجلس إلى المائدة مع ابن لي ، فوالله لن
تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها
.
*
* *
قال هشام بن عبد الملك يوماً لأصحابه : من يسبني ولا يفحش وهذا المطرف له ، وكان
فيهم أعرابيّ فقال : ألقهِ يا أحول ، فقال خذه قاتلك الله
.
*
* *
وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ، وقال الآخر منيع ،
وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ، فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من
أسمائكم .
*
* *
أقبل أعرابيّ يريد رجلاً وبين يدي الرجل طبق تين ، فلما أبصر الأعرابيّ غطى التين
بكسائه والأعرابيّ يلاحظه ، فجلس بين يديه فقال له الرجل : هل تحسن من القرآن شيئاً
، قال : نعم ، قال إقرأ ، فقرأ : والزيتون وطور سينين ، فقال الرجل فأين التين ؟
فقال الأعرابيّ : التين تحت كسائك ! .
*
* *
تزوج شيخ من الأعراب جاريةً من رهطه ، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية ،
فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها ، فمر بخبائها بعد حول وإذا هي
تُرَقِّص بُنَيَّتَها منه وهي تقول
:
ما لأبي حمزة لا يأتينـا****يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا****تالله ما ذلك في أيدينــــا
وإنما نأخذ ما أعطينا
فلما سمع الشيخ الأبيات مَرَّ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل بُنيّتها وقال :
ظلمتكما ورب الكعبة
.
*
* *
أُحضر أعرابيّ سرقَ إلى عبد الملك بن مروان فأمر بقطع يده ، فأنشأ يقول
:
يدي يا أمير المؤمنين أُعيذهـــــا****بعفوِكَ ان تلقى مكاناً يشينها
ولا خيرَ في الدنيا وكانت حبيبةً****إذا ما شمالي فارقتها يمينهـا
فأبى إلا قطعه ، فقالت أُمه : يا أمير المؤمنين ، واحدي وكاسبي ، قال : بئس الكاسب
كان لك ، وهذا حد من حدود الله ، قالت : يا أمير المؤمنين ، إجعله من بعض ذنوبك
التي تستغفر الله منها ! فعفا عنه
.
*
* *
وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل على الأكل ،
ولم يعزم عليه . فقال له الأعرابيّ : أما اني قد مررت بأهلك . قال كذلك كان طريقك .
قال وإمرأتك حبلى . قال كذلك كان عهدي بها . قال قد ولدت . قال كان لا بد لها أن
تلد . قال ولدت غلامين . قال كذلك كانت أمها . قال مات أحدهما . قال ما كانت تقوى
على إرضاع أثنين . قال ثم مات الآخر . قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه . قال وماتت
الأُم : قال حزناً على ولديها . قال ما أطيب طعامك . قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله
لا ذقته يا أعرابيّ
.
*
* *
خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة ، فلما كان في بعض
الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام . وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن
أهله وقال : ما حال ابني عمير ، قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً .
قال فما فعلت أم عمير قال صالحة أيضاً . قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال
وكلبنا ايقاع . قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق . قال على ما يسرك . قال
فالتفت إلى خادمه ، وقال ارفع الطعام فرفعه ، ولم يشبع الأعرابيّ ، ثم أقبل عليه
يسأله وقال : يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت . قال سل عما بدا لك قال فما حال
كلبي ايقاع ، قال مات قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات .
قال : أومات جملي زريق . قال نعم . قال وما الذي أماته ؟ قال كثرة نقل الماء إلى
قبر أم عمير
، قال أوماتت أم عمير قال ، نعم . قال وما الذي
أماتها قال كثرة بكائها على عمير . قال أومات عمير ؟ . قال نعم . قال وما الذي
أماته ؟ قال سقطت عليه الدار . قال أوسقطت الدار قال نعم . قال فقام له بالعصا
ضارباً فولى من بين يديه هارباً .
*
* *
حكى بعضهم قال : كنت في سفر فضللت عن الطريق ، فرأيت بيتاً في الفلاة ، فأتيته فإذا
به أعرابيّة ، فلما رأتني قالت من تكون ؟ قلت ضيف . قالت أهلاً ومرحباً بالضيف ،
انزل على الرحب والسعة . قال فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت ، وماءً فشربت ، فبينما
أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت . فقال من هذا ؟ فقالت ضيف . فقال لا أهلاً ولا
مرحباً ، ما لنا وللضيف ، فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت ، فلما كان من الغد
رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابيّة فلما رأتني قالت من تكون ؟ قلت ضيف
. قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف ، ما لنا وللضيف ، فبينما هي تكلمني إذ أقبل
صاحب البيت فلما رآني قال من هذا ؟ قالت ضيف . قال مرحباً وأهلاً بالضيف ثم أتى
بطعام حسن فأكلت ، وماء فشربت ، فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت . فقال مم تبسمك
فقصصت عليه ما إتفق لي مع تلك الأعرابيّة وبعلها ، وما سمعته منه ومن زوجته ، فقال
لا تعجب
ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها هي أختي ، وان
بعلها أخو إمرأتي هذه ، فغلب على كل طبع أهله
.
*
* *
ساوم أحد الأعراب حنيناً الإسكافي على خفين ، ولكنه لم يشترهما بعد جدل طويل ، فغاظ
حنيناً جدل الأعرابي ، فقام وعلّق أحد الخفين في طريق الأعرابي ، ثم سار وطرح الآخر
في طريقه ، وكمن له . فلما مر الأعرابي ورأى أحد الخفين قال : ما أشبه هذا بخف حنين
ولو كان معه الآخر لأخذته ، فتقدّم ورأى الثاني مطروحاً ، فندم على تركه الأول ،
فنزل وعقل راحلته ، ورجع إلى الأول ، فذهب حنين براحلته ، ورجع حنين وليس معه إلا
الخفان ، فقال له قومه : ما الذي جئت به من سفرك ؟ فقال : جئت بخفي حنين .
*
* *
حكى الأصمعي قال : ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديداً ، فالتجأت الى حي
من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد
:
أيا رب إن
البرد
أصبح كالحـــــاً ****وأنـت بحالي يـا إلهـي أعلــــــــم
فإن كنت يوماً في جهنم مُدخلي****ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
قال الأصمعي : فتعجبت من فصاحته وقلت له : يا شيخ ما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخٌ
كبير ، فأنشد يقول :
أيطمع
ربي أن
أُصلي
عارياً****ويكسو غيري كسوة البر والحر
فوالله لا صليت ما عشت عارياً****عشاء ولا
وقت المغيب ولا الوتر
ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة****وإن غيمت فالويل للظهر والعصر
وإن يكسني ربي قميصاً وجبة****أصلي له مهما أعيش من العمر
*
* *
قال الأصمعي : أصابت الأعراب مجاعة فمررت بأعرابي قاعد مع زوجته على قارعة الطريق
وهو يقول :
يا رب اني قاعد كما ترى
****************وزوجتي قاعدة كما ترى
والبطن مني جائع كما ترى
****************فما ترى يا ربنا في ما ترى ؟
كمال- عضو متوسط
- عدد المساهمات : 165
تاريخ التسجيل : 19/05/2008
العمر : 33
الموقع : sha3ersouf.yoo7.com
رد: من نوادر الأعراب
مشكوووووووووووووور
سماح94- عضو متوسط
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 01/04/2009
العمر : 29
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى